رواية سيف القاضي الفصل الخامس عشر 15 بقلم اسراء هاني


 رواية سيف القاضي الفصل الخامس عشر 15 بقلم اسراء هاني


افتقدت أخيها لم تره الا مرة منذ عودتها ذهبت لغرفتها كانت مفتوحة قليلا ارادت أن تعمل له مقلب ... فتحته بهدوء لتصطدم من ما رأت ... أخيها الصغير مد.من 

وضعت يدها على فمها وعينيها مفتوحة على آخرها ودموعها اصبحت كشلال وهي تهز رأسها بالنفي ... انفاسها سريعة وصدرها يعلو ويهبط وهيا تراه يسحب جرعته حتى أنه لم يشعر بها ... 

رجعت للخلف ودخلت غرفتها وهي تشعر أنها على وشك الجنون دارت حول نفسها وهمست بهسترية " أعمل ايه أأقول لمين؟؟ مامي ممكن تموت وبابي كمان.. سيف لا لا سيف ممكن يق.تله .. ياربي أعمل ايه ... 


أمسكت هاتفها وهيا ترتجف حتى أتى في بالها من كان لها أب ثاني كان يجلس في عمل مع والدها حتى رن هاتفه أجاب بحب " حبيبة قلبي عاملة ايه "


اتاه صوتها المنهار " عمو اذا بابا جمبك ما تقولش انك بتكلمني.. تعالالي بسرعة يا عمو "





سقط قلبه أرضا وقال بثبات رغم أن يوسف لاحظ تغير وجهه " ايوة يا حبيبتي .. ثواني وجايلك قولي لامل هزعلها جامد عشان تزعلك "


أغلق الخط ويداه ترتعش نظر له يوسف وسأل بقلق " في ايه "


اجاب بثبات " سلمى يا سيدي متزاعلة مع مامتها "


ضيق عينيه بعدم تصديق " اممم وزعل سلمى قلب وشك كدة "


ابتسم رغم قلقه " لما سمعت صوتها بتعيط قلقت "


هز رأسه بتفهم وهمس" طيب روحلها "


استدار بلهفة ليوقفه صوت يوسف " هستناك تيجي تقولي يا سيف "


هز رأسه بالموافقة وطار لابنة أخيه فهو يعتبرهم أبناءه كان أحن من والدهم وصل لها ليتفاجأ بانهيارها بهذا الشكل 

ضمها وقال برعب " في ايه يا بنتي حرام عليكي قلبي هيوقف "

كانت ما زالت تبكي سألها بتوتر "طيب انتي كويسة حد عملك حاجة "


هزت راسها بلا وما زالت على انهيارها همس بعصبية " بيسان ركبي سابت انطقي حد من خواتك حصله حاجة "


ردت بصعوبة من بين بكاءها " أحمد "


ابتلع ريقه وسأل بقلق " ماله أحمد "


عادت لبكاءه لدرجة انه كاد يضربها من شدة قلقه همس برجاء " اهدي عشان خاطري وكل حاجة هتبقى كويسة ماله أحمد "


قالت بصعوبة من بين بكاءها " دخلت عليه الاوضة لقيته ... بكت بقوة .. بيتعاطى "


رد بعدم فهم او ان عقله انكر ما سمع " بيتعا.طى ايه مش فاهم "


بيسان ببكاء " احمد مد.من يا عمو "


ضحك من شدة صدمته " مد.من مرة واحدة شكله مقلب من مقالبك يا قردة "


نظر لها ينتظر منها ان تضحك لكن ردة فعلها أكدت له كلامها ... حدق بعينيه باستنكار شديد " اخوكي عندو ١٦ سنة اد.مان ايه اللي بتتكلمي عنه "


بيسان ببكاء شديد " انا شوفته بعيني يا عمو حتى ما حسش بيا كان حاطط على ايدو حاجة بيضة وبيشم فيها زي الأفلام بالظبط وبقاله فترة مش مظبوط وعيني تحتها سواد انا متأكدة من ده "


سيف بجنون " متأكدة من ايه .. دي مصيبة أبوكي هيروح فيها فوري ... يااااربي أعمل ايه "


بيسان " عمو بحياة ربنا اعمل اي حاجة الحاجات دي بتموت ان زود الجرعات"


جلس بقلة حيلة عقله أوقفه عن التفكير هز رأسه وقال " خلي فرح اختك بعد بكرة يعدي بعدها ربنا يحلها "


احتض.نها يطمئنها وهو يفكر بتلك الكارثة ... 


ذهب إلى غرفته ودق الباب مرتين حتى فتح له بكسل نظر لوجهه وتأكد من كلام أخته .. 

سيف بابتسامه " ايه ياد مالك مش بتسأل ولا بشوفك عندي ده انت كنت قرفني "


احمد بهدوء " معلش أصلي بأدرس في الاجازة "


هز رأسه ونظر له قليلا نظرة أربكت احمد ثم همس بهدوء " طيب هتقولها ايه لما تعرف "


ابتلع ريقه وقال بتوتر " هيا مين ؟؟ وتعرف ايه ؟؟ "


سيف بنفس الهدوء " حبيبتك اللي بتنافس فيها حب والدك .. ابوك طول الوقت خايف على زعلها وبفكر مليون مرة قبل ما يعمل حاجة تزعلها... هيبقى ردة فعلها ايه اما تعرف ابنها الصغير ... سكت قليلا ثم قال بخزي "مد.من "


اهتز جس.ده عندما أخبره بتلك الحقيقة التي يهرب منها والدته التي لم يحزنها يوما من شدة حبه لها سيكون السبب في موتها "


رد بانهيار " والله العظيم غصب عني اقسم بالله عمري ما كنت هعمل حاجة زي دي "


سيف بحنان " تعال يا حبيبي احكيلي كل حاجة بالراحه من الأول وكل حاجة هتتحل أنا معاك ما تقلقش أفديك في عمري يا ابن اخويا "


***        صلوا على النبي 

دخلت البيت تصر.خ بابنها وهو يستمع لها فقط خرج يوسف من الغرفة ونظر لسيف بتحفز " مزعل مامتك في ايه "


وقبل ان تتكلم همست بحدة " ابنك المتربي بيضرب واحد قد ابوه وبيشتمه خلاني بنص هدومي "


يوسف بحنان " طيب اهدي وانا هأدبهولك واعيد تربايبته كمان ... عملت كدة ليه "


أشارت له ان يسكت لكنه لم يفعل " انت عارف اننا كنا في عيد ميلاد صاحبتها وانت كنت مشغول سبتها شويا عشان في ناس قالولي عربيتي في مكان غلط رجعت لقيته بيتغزل فيها ومش مصدق انه اللي واقف معاها يكون ابنها وطلب منها ترقص كمان "


نظر لسيف وهمس بحدة مصطنعة" تقوم تضربه عالمكتب بسرعة "


هز رأسه وذهب للمكتب قبل يوسف جبينها وقال بجدية " ما تقلقيش هخلي يعتذرله كمان "


رفعت عينيها تنظر له غير مصدقة لكنه تحرك للمكتب سريعا دخل الغرفة ينظر لسيف وسكت قليلا ثم قال بهدوء " هو بأي مخزن دلوقتي "


سيف بابتسامه " اللي جمب مصنع البسكوت بتاعنا "


يوسف " المهم يكون تروق "


سيف " عالآخر يا باشا ومستنين لمستك الأخيرة "


شكت في أمرهم اقتربت من الباب شعر بها ليهمس بحدة وهو يغمز لسيف " تقوم تضربه قولي وانا أتصرف حتى لو ضربته اسمي كبير اياك تاني مرة تتصرف من دماغك "


كان يهز رأسه وهو يكتم ضحكته همس بصوت خفيف " الخوف حلو برضو "


يوسف بضحك " بكرة اشوف يا حبيبي هتعمل ايه "


اغمض عينيه بعشق وهمس " هقفل عليها حض.ني ومش هخرجها ابدا "


رفع حاجبه بسخرية " طيب قوم يا متربي خلينا نشوف عمك سيف ايه اللي قلب حاله النهاردة ومش بيرد علينا " 


ذهب إلى بيته ليطمئن عليه استغرب شحوب وجهه 

يوسف بقلق " سيف في ايه ... مش شايف وشك عامل ازاي انت بيبان عليك الهم في نفس اللحظة "


سكت سيف ولم يجيب قلق يوسف اكتر وقال بحنان " انا اخوك ومش هتلاقي حد يخاف عليك قدي ولادك كويسين طمني "


سيف بتنهيدة " هقولك بس ينفع بعد الفرح "


يوسف بضيق " فرح ايه اللي أهم منك ومنهم في ايه يا سيف "


سيف بتعب " مش هتكلم دلوقتي يا يوسف اطمن مافيش حاجة تخوف بس خليها بعد الفرح .. عشان ماسة" 


*****


لم يرتاح ثانية وهو يخطط لأجمل فرح لحبيبته وخصوصا عند مقابلته لتلك الشقية بيسان منذ يومين ...


فلاش باااك 

بيسان بصوت ناعس " ايوة مين "

آسر بمشاكسة " ازيك يا قردة انا تحت مستنيكي "

بيسان بضحك " اممم عايزني نخطط لفرحنا ولا ايه "


آسر بابتسامة " لا ده موضوع ما تكسفنيش يا آسر هعلقك عليه يلا بسرعة عايزك ضروري "


بعد وقت تجلس في سيارته تضحك فهي اعتادت على آسر منذ طفولتها عندما كان يزورهم يشاك.سها ويمازحها لكنه تغيير كثيرا منذ زواج ماسة والآن علمت السبب من أسيل واوصتها ان لا تخبر ماسة بطلب من آسر ..


بيسان بضحك " يعني بوكس التشوكليت ده رشوة "


آسر " ايوة .. يلا عايزك تقوليلي بالتفصيل الممل ... ماسة كانت عايزة الفستان شكله ايه .. الفرح كانت نفسها ترقص على أغاني ايه ... بتحب ايه بتكره ايه "


بيسان بسعادة لعشقه لأختها " تمام هقولك بس عندي سؤال واحد انت ليه تصدمت لما عرفت انه أنا العروسة .. مش عجباك ولا مش عاجباك "


قهقه عليها ثم رد بحنان " أول حاجة اني عاشق ودايب ومش شايف في الدنيا غيرها تاني حاجة ده انت تعجبي الباشا والدليل على ده الجدع اللي من شهر واحد بس داب ومات ومستني اشارة "


همست بحزن " مصطفى... ما كانش نفسي يحصل كدة مصطفى كان زيك كدة صديق زي سيف اخ ما كنتش حابة اعذبه بس انا مش عايزة ارتبط لسة صغيرة .. بعدين انا بحلم اكمل وابقى دكتورة "






آسر بحنان " طيب انت ليه متخيلة انه هيمنعك بالعكس يمكن يشجعك ويساندك .. انتي عارفة لو ماسة مثلا عايزة تبقى دكتورة وانا متجوزها هورفر ليها كل اللي يساعدها على ده "


بيسان " خلاص يا آسر .. ربنا يسعدو هينساني ويلاقي احسن منك "


آسر بتنهيدة " العاشق مش بينسى يا بيسان لو مضى مليون سنة ... كنت كل مرة بشوف فيها بيسان بحس اني هموت سافرت اني انسى او الألم يخفف لكن علفاضي "


أدمعت عينيها وهمست بابتسامه مزيفة " هقولك ماسة نفسها في ايه تعمله بفرحها من زمان وكانت تقولي انه.... "

بااااك 

أمسك هاتفه واتصل بصديقه الذي اجاب " اه يا ندل توي اما افتكرتني بقالي اسبوع واصل "


آسر بصوت مكتوم " عدي انا متصل اعزمك على فرحي بكرة "


عدي بسخرية " يا راجل بقى آسر المعقد هيتجوز ... ده مقلب مش كدة "


أسر بصوت متحشرج " لا والله العظيم فرحي بكرة وممكن تتأكد من الفيس "


عدي بسعادة " بجد واخيرا اااه يا ندل وانا آخر من يعلم ومن دي اللي نستك اللي انت فيه ووافقت اخيرا تتجوز "


آسر بسعادة وصوت باكي " ماسة "


عدي بعدم فهم " سبحان الله نفس الاسم "


آسر بضحك " انا هاتجوز ماسة... ماسة اتطلقت وبقت مراتي من اسبوع وبكرة فرحي يا عدي "


فتح عدي فمه على آخره يستوعب كلام آسر غير مصدق ثم تحول ذهوله لسعادة شديدة لصديق عمره


اليوم المنتظر لدى أشخاص وأشخاص كانت لديهم رهبة وخوف من اعادة تلك التجربة 

دخلت لديه والدته بابتسامه وهي تشاهده بتلك الهيئة وسعادته الشديدة همست بدموع  " حبيبي يا آسر اجمل عريس في الدنيا والله العظيم ما تتخيلش انا مبسوطة قد ايه "


رد بدموع وعدم تصديق " هيا بقت مراتي بجد يا أمي يعني النهاردة فرحنا وهتفضل معايا عمري كله حلالي يا أمي ... حاسس اني هموت من الفرحة"


ردت وهي تحتضنه بسعادة " بعد الشر عنك ... ايوة يا حبيبي ربنا ما كانش عايزك تتعذب ربنا كريم اوي "


همس بدموع " ادعيلي يا أمي أأقدر أسعدها "


اقترب منه والده ينظر له بدموع وقال بخزي " ينفع أطلب منك تسامحني"


اقترب منه وضمه بقوة وقال بحنان " مسامحك يا أبو آسر عمري ما زعلت منك أصلا .. ربنا يخليك ليا ... يلا يا جماعة بسرعة "


يقف على بوسط القاعة ينتظر دخول والدها بها وهو يرتعش ودموعه التي يحاول اخفاءها دخلت بتلك الهيئة التي طالما تخيلها في أحلامه كانت كحورية أتت لتنير حياتها اقترب منها بخطوات بطيئة يتأملها بعشق كأنه لا يوجد أحد سواها في القاعة ""


نظر له يوسف وهمس بصوت متحشرج " ماسة ...'


قاطعه بثقة " في عينيا يا عمي ما تقلقش "


قبل جبينها ووضع يده في يدها وهي ترتعش خجلا وقلقا ومشى بها الى رقصة البداية ... وطبعا كانت جميع الاغاني من اختيارها كما أخبرته بيسان ...

رقص معها على اغنية " اوعديني " 


كان يردد معها الاغنية وهو ينظر لها ولأول مرة سيطيل النظر لأنها حلاله ملكه كانت تنظر للأرض بخجل شديد 


وضع يده أسفل ذقنها يرفع رأسها وينظر لبحور العسل وهمس بصوت متحشرج من تلك المشاعر التي احتلته " أجمل عروسة شافتها عيني "


استغربت نظرته وطريقتها فقد كان كلما رآها نظر للأرض وهرب خصوصا آخر فترة ... توردت وجنتيها من كلامه جعلتها تزداد حسنا ..

همس لنفسه " يارب صبرني عشان ما اشيلهاش واخرج من القاعة كلها " 


بدأت الفقرات ثم سحبه اصدقاءه على طرف  وسحب العروسة اصدقاءها الطرف الآخر وبدأت الموسيقى 

وآسر يغني بحركات رائعة كانه يتكلم مع أصدقاءه ورقص جميل جدا 

" شكله مش موضوع بسيط 

في غدر وفي حوارات 

ده انا بأسهر ب الساعات 

كل ده بيحصل اوام 

حاسس اني كدة ابتديت 

أبقى رومانسي وضعيف

ليه نومي بقى خفيف 

كنت لما بنام بنام 





اقترب منها وغنى بحماس 

"الجمال عدى الكلام 

تضحكيلي وتاخدي كام 

ادفع العمر اللي جاي بس وتردي السلام 


استدارت لتذهب أمسك يدها يكمل غناء 

" مش بأوفر صدقيني حسي بيا كلميني

حتى لو موضوع غريب اللي طالبه تفهميني 

انا والله ابن ناس مش بعاكس من الاساس " 


كانت حركاتهم ولا أجمل كأنهم تدربوا عليها لساعات نسيت خجلها وتفاعلت بحماس ورشاقة خطفت قلبه اكملوا الأغنية بشكل رائع


ثم اغنية " بعشق امك لمحمد رجب " غنت معه بحركات جميلة وخفة دم ورشاقة رائعة 


كان دويتو ولا اجمل كان يتفنن في اسعادها في فرحها التي شعرت كأنها اول مرة "


أمسكت بيسان يد والدها ليثف بجوار العروسة وبدأ آسر يغني بصوته بشكل رائع 

" حرقة بقلبي حطيتي

لما لعندي فليتي 

يا عمي ما بدي تخاف 

بنتك مملكتي قلبي "


اكمل الأغنية وسط دموع وسعادة يوسف وفرحة ماسة بفرحها كأي فتاة 

والكثير من الفقرات التي تتمناها عربي او أجنبي لدرجة أن الناس لا تريد من الفرح أن ينتهي ...


انتهى الفرح الذي كان حديث الناس من شدة جماله وجمال العرسان وخصوصا العريس الذي كان واضح لكل البشر عشقه وفرحته بعروسته ... 


دخل بها شقته وهو يرتجف أكثر منها غير مصدق نفسه حتى الآن لاحظ خوفها همس بحنان " الفرح كان جميل اوي 


همست بحماس " ايوة زي ما كان نفسي بالظبط .. الناس فضلت لآخر الفرح "


كان ينظر لها وهي تتكلم يريد منها ان تستمر اقترب منها كالمغيب لكنها صدمته عندما تراجعت للخلف برعب تخبئ وجهها تلجم عندما همست برعب " ما تضربنيش والله هعملك اللي انت عايزه '


# يتبع 

سيف القاضي بارت 15

اسراء هاني شويخ


                الفصل السادس عشر من هنا

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×